الرئيس الصيني شي جين بينج يؤكد على أهمية الاعتماد على الذات في تطوير الذكاء الاصطناعي، في إطار سعي الصين لتعزيز مكانتها في مجال الذكاء الاصطناعي، أعلن الرئيس شي جين بينج عن التزام البلاد بـ”الاعتماد على الذات وتعزيز الذات” في تطوير هذه التكنولوجيا الحيوية، وذلك وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الرسمية يوم السبت. يأتي هذا الإعلان في وقت تتنافس فيه الصين مع الولايات المتحدة لتحقيق الريادة في هذا المجال الاستراتيجي.
خلال جلسة دراسية لمكتب السياسة يوم الجمعة، أكد شي على ضرورة استفادة الصين من “نظامها الوطني الكامل الجديد” لدفع عجلة تطوير الذكاء الاصطناعي. وأشار إلى أهمية التعرف على الفجوات الحالية وزيادة الجهود لتعزيز الابتكار التكنولوجي والتنمية الصناعية، بالإضافة إلى التطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي. كما أوضح شي أن الحكومة ستقدم دعمًا سياسيًا في مجالات مثل المشتريات الحكومية وحقوق الملكية الفكرية والبحث وتطوير المواهب.
الصين تتجه نحو الاكتفاء الذاتي في الذكاء الاصطناعي بتوجيهات من رئيسها
يعتقد بعض الخبراء أن الصين قد تمكنت من تقليص الفجوة في تطوير الذكاء الاصطناعي مقارنة بالولايات المتحدة خلال العام الماضي. وقد أثارت شركة “ديب سيك” الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي اهتمام العالم بإطلاقها نموذجًا مبتكرًا في يناير، حيث زعمت أنه تم تدريبه باستخدام شرائح أقل تطورًا وبكلفة أقل من منافسيها الغربيين. كما حققت الصين تقدمًا ملحوظًا في هندسة برمجيات البنية التحتية.
تحدت إعلان “ديب سيك” الفرضية القائلة بأن العقوبات الأمريكية تعيق قطاع الذكاء الاصطناعي في الصين، خاصة في ظل المنافسة التكنولوجية الجيوسياسية الشديدة، حيث اعتبرت الصين أنها لم تتأخر عن الولايات المتحدة بعد إطلاق برنامج ChatGPT من OpenAI في أواخر عام 2022.
وشدد شي على أهمية تعزيز البحث الأساسي، مع التركيز على إتقان التقنيات الأساسية مثل الرقائق المتطورة والبرمجيات الأساسية، وبناء نظام برمجيات وأجهزة مستقل وقابل للتحكم في مجال الذكاء الاصطناعي. كما دعا إلى تسريع وضع اللوائح والقوانين المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، بهدف إنشاء “نظام تحذير من المخاطر والاستجابة للطوارئ” لضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي آمنًا وموثوقًا وقابلًا للتحكم.
وفي سياق متصل، أكد شي العام الماضي أن الذكاء الاصطناعي يجب ألا يكون “لعبة بين الدول الغنية والأثرياء”، مشددًا على ضرورة تعزيز الحوكمة والتعاون الدولي في هذا المجال.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن شي جين بينغ أكد خلال جلسة المكتب السياسي يوم الجمعة أن الصين يجب أن تستفيد من نظامها الوطني الجديد لتسريع تطوير الذكاء الاصطناعي.
وفقًا لوكالة أنباء شينخوا الرسمية، صرح شي قائلاً: “يجب أن نعترف بالفجوات الموجودة ونعزز جهودنا لتعزيز الابتكار التكنولوجي، وتطوير الصناعة، وتعزيز تطبيقات الذكاء الاصطناعي.” كما أشار إلى أن الصين ستوفر الدعم السياسي في مجالات مثل المشتريات الحكومية، وحماية الملكية الفكرية، والبحث العلمي، وتطوير المواهب.
الصين تضيق الفجوة مع الولايات المتحدة في الذكاء الاصطناعي
على الرغم من العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على قطاع التكنولوجيا الصيني، يعتقد الخبراء أن الصين نجحت في تضييق الفجوة مع الولايات المتحدة في تطوير الذكاء الاصطناعي على مدار العام الماضي. وقد جذبت شركة DeepMind الناشئة الانتباه العالمي بعد إطلاق نموذج ذكاء اصطناعي في يناير الماضي، مدعية أنه تم تدريبه باستخدام شرائح أقل تقدمًا وبتكلفة أقل من النماذج الغربية المنافسة. يتحدى هذا الإعلان الاعتقاد السائد بأن العقوبات الأمريكية تعيق تقدم الصين في الذكاء الاصطناعي، خاصة بعد الإطلاق الرائد لنموذج ChatGPT من OpenAI في نهاية عام 2022.
شدد شي على ضرورة تعزيز البحث الأساسي وتكثيف الجهود للسيطرة على التقنيات الأساسية مثل الشرائح المتقدمة والبرمجيات الأساسية، بهدف بناء نظام مستقل للبرمجيات والأجهزة يمكن التحكم فيه ويعتمد على التعاون المحلي. وأضاف أن الصين يجب أن تسرع من إنشاء القوانين واللوائح التي تحكم الذكاء الاصطناعي وأن تضع نظام إنذار مبكر واستجابة طارئة لضمان أن تكون تقنيات الذكاء الاصطناعي آمنة وموثوقة وقابلة للتحكم.
في وقت سابق، صرح شي بأن الذكاء الاصطناعي يجب ألا يكون لعبة للأثرياء فقط، داعيًا إلى تعزيز الحوكمة الدولية والتعاون العالمي في تنظيم هذا القطاع المتنامي لضمان مشاركة أوسع من الدول النامية في هذا المجال الحيوي.