في ظل التحديات الكبيرة التي يمر بها نادي برشلونة على كافة المستويات، برز اسم الشاب لامين يامال كأحد أبرز النجوم الذين يعيدون الأمل لجماهير “برشلونة“. فمنذ صعوده للفريق الأول، استطاع هذا اللاعب الشاب أن يلفت الأنظار بموهبته الاستثنائية، ليثبت للجميع أن مستقبله سيكون واعداً، وربما أكثر إشراقاً مما يتوقعه الكثيرون.
بداية استثنائية للامين يامال ..
ولد لامين يامال في عام 2007، ليبدأ مسيرته الكروية في أكاديمية “لاماسيا” الشهيرة، التي خرّجت أساطير مثل ليونيل ميسي، أندريس
إنييستا وتشافي. لم يحتج يامال لوقت طويل ليُظهر أن لديه شيئاً مختلفاً. سرعان ما لاحظ المدربون موهبته الكبيرة، وسرعته، وتحكمه
العالي بالكرة، وقدرته على المراوغة وصناعة الفرص من لا شيء.
وبحلول موسم 2023-2024، حصل يامال على فرصته الذهبية مع الفريق الأول. ورغم صغر سنه، إلا أنه أثبت نضجاً ميدانياً جعله يتفوق
على لاعبين أكثر منه خبرة، ليحجز مكانه في التشكيلة الأساسية في عدة مباريات، خاصة مع تراجع أداء بعض اللاعبين الأساسيين.
نجم المباريات الكبرى
لامين لم يكتف بتقديم مستويات جيدة، بل تألق في المباريات الكبرى، خصوصًا في دوري أبطال أوروبا. ففي مباراة برشلونة ضد بنفيكا
ضمن دور الـ16، تمكن يامال من صناعة هدف رائع خلال الشوط الأول رغم أنه كان صائمًا، ثم عاد وسجل هدفًا في الشوط الثاني بعد
الإفطار، ليقود فريقه إلى ربع النهائي في مشهد أثار إعجاب الجماهير والمحللين على حد سواء.
هذا الأداء عكس مدى التزامه، واحترافيته، وقدرته على التألق في أصعب اللحظات، ليصبح واحداً من الأوراق الرابحة لدى المدرب تشافي هيرنانديز.
قد يهمك : تشيزني… الجدار البولندي الذي لا يُقهر حتى الان
أزمة عضلية خفيفة… وعودة سريعة
في إحدى المباريات الأخيرة في الليغا، سجل يامال هدفاً رائعاً في الدقيقة 77، لكنه طلب الخروج بعد حوالي 10 دقائق بسبب شعوره
بإجهاد عضلي. لحسن الحظ، لم تكن الإصابة خطيرة، وأشارت تقارير طبية إلى أن الأمر لا يتعدى كونه إجهادًا عضليًا طبيعيًا نتيجة ضغط المباريات.
عاد يامال سريعًا إلى التدريبات، ويُتوقع أن يكون جاهزًا لمباراة برشلونة القادمة ضد ليغانيس، في خطوة تطمئن
جمهور الفريق الذي أصبح يعوّل عليه كثيرًا.
برشلونة يتمسك بجوهرته
إدارة برشلونة تدرك جيدًا القيمة الكبيرة لهذا اللاعب، لذلك بدأت منذ بداية 2025 مفاوضات لتمديد عقده حتى عام 2030، مع تحسين
راتبه بشكل كبير ليُصبح من بين الأعلى في الفريق. وتأتي هذه الخطوة كجزء من استراتيجية النادي للاحتفاظ بمواهبه الشابة، في ظل
اهتمام متزايد من أندية مثل ريال مدريد ومانشستر سيتي.
ورغم هذا الإغراء الكبير، إلا أن يامال عبّر عن رغبته الصريحة في الاستمرار مع برشلونة، مؤكداً أن حلمه هو قيادة الفريق لتحقيق البطولات،
والسير على خطى أساطير النادي.
إشادة وانتقادات… وتحديات قادمة
رغم الإشادة الواسعة من جماهير برشلونة ووسائل الإعلام، إلا أن يامال لم يسلم من بعض الانتقادات. فقد صرّح المدرب الإيطالي فابيو
كابيلو، قبل مواجهة إنتر ميلان في نصف نهائي دوري الأبطال، أن الفريق الإيطالي قادر على “إغلاق المساحات أمام يامال”، مقللاً من تأثيره
المحتمل في المباراة، تمامًا كما فعلوا سابقًا مع ميسي في 2010.
هذه التصريحات اعتبرها البعض محاولة لزعزعة ثقة الشاب، لكنها قد تشكّل حافزًا إضافيًا له لإثبات العكس في أرض الملعب.
مستقبل مشرق ينتظر لامين يامال
في عمر الـ17 فقط، حقق لامين ما لم يحققه الكثير من اللاعبين في مسيرتهم. وهو الآن أمام فرصة ذهبية لكتابة اسمه في تاريخ النادي
الكتالوني، خاصة في ظل حاجة الفريق إلى قائد هجومي جديد يحمل لواء الإبداع والمراوغة والسرعة.
إذا واصل على نفس النهج، ومع دعم الإدارة والمدرب والجماهير، لا شك أن لامين يامال سيكون خلال سنوات قليلة من بين أفضل لاعبي
العالم، وربما مرشحًا قويًا للكرة الذهبية.