هانسي فليك.. رهان برشلونة الجديد على النجاح الأوروبي

هانسي فليك.. رهان برشلونة الجديد على النجاح الأوروبي

بعد سلسلة من الإخفاقات والتراجع في الأداء، يبدو أن نادي برشلونة قد قرر المراهنة على اسم جديد بطموحات أوروبية كبيرة: هانسي فليك. المدرب الألماني الذي سطع نجمه مع بايرن ميونيخ والمنتخب الألماني، يقف الآن على أعتاب تجربة جديدة مع الفريق الكتالوني، في وقت يبحث فيه النادي عن هوية جديدة، تعيد إليه مجده الضائع.

من هو هانسي فليك؟

هانسي فليك، من مواليد 1965 في هايدلبرغ بألمانيا، بدأ مسيرته كلاعب وسط، لكنه لم يحقق شهرة كبيرة كلاعب. مسيرته التدريبية، بالمقابل، كانت مختلفة تماماً. عمل كمساعد للمدرب يواكيم لوف في المنتخب الألماني خلال كأس العالم 2014، حيث لعب دورًا كبيرًا في تتويج “المانشافت” باللقب العالمي في البرازيل.

قد يهمك : لامين يامال.. جوهرة برشلونة الصاعدة تلمع في سماء الليغا

ولكنه انطلق بقوة كمدرب أول مع بايرن ميونيخ في موسم 2019-2020، حين تولّى الفريق خلفاً لنيكو كوفاتش. وخلال موسم واحد فقط، قاد الفريق للفوز بالسداسية التاريخية: الدوري، الكأس، دوري الأبطال، السوبر الألماني، السوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية. هذا الإنجاز جعله أحد أبرز مدربي العالم في فترة قصيرة.

لماذا اختاره برشلونة؟

برشلونة، بعد سنوات من التذبذب تحت قيادة عدد من المدربين، كان بحاجة إلى شخصية قوية تجمع بين الانضباط الألماني، والفكر الهجومي الذي يناسب فلسفة “التيكي تاكا”. فليك يبدو خيارًا منطقيًا: مدرب يعرف كيف يدير غرفة ملابس مليئة بالنجوم، ويملك فلسفة هجومية مرنة.

كما أن إدارته الناجحة للاعبين مثل توماس مولر، سيرج جنابري، جوشوا كيميش، وألفونسو ديفيز، تفتح شهية جمهور برشلونة لرؤية فليك وهو يصقل مواهب مثل لامين يامال، بيدري، وجافي، ويمنحهم الهيكلة التكتيكية التي يحتاجونها للارتقاء إلى المستوى العالمي.

التحديات أمام فليك في برشلونة

رغم الحماس، فإن مهمة فليك لن تكون سهلة على الإطلاق. نادي برشلونة اليوم ليس بايرن 2020. الفريق يعاني من مشاكل مالية معقدة، تحد من قدرته على التعاقد مع نجوم جدد، وتعتمد الإدارة بشكل كبير على الأكاديمية والمواهب الشابة. فليك سيكون مطالبًا بالنجاح دون “أسلحة ثقيلة”، وهو ما لم يختبره كثيرًا سابقًا.

كما أن الضغط الإعلامي والجماهيري في برشلونة شديد، خصوصًا في ظل العداء المستمر مع ريال مدريد وتفوق الأخير القاري والمحلي. أي تراجع في النتائج، حتى لو كان طفيفًا، قد يعرضه للنقد والتشكيك.

فلسفته التكتيكية: هجوم سريع وانضباط صارم

ما يميز فليك كمدرب هو الضغط العالي، واللعب العمودي السريع، واستغلال الأطراف. في بايرن، كان فريقه مرعبًا في التحولات الهجومية، لا سيما مع سرعة لاعبيه. لكنه في نفس الوقت، فرض انضباطًا تكتيكيًا صارمًا في الوسط والدفاع.

مع برشلونة، قد يحتاج إلى تعديل فلسفته قليلًا، لتتماشى مع لاعبين اعتادوا على اللعب الاستحواذي. لكنه يعرف كيف يخلق التوازن بين الجمال والانتصار، وهو ما افتقده برشلونة في السنوات الأخيرة.

العلاقة مع اللاعبين.. عنصر حاسم

فليك معروف بعلاقته الممتازة مع اللاعبين، حيث يمنحهم الثقة ويمنع الانقسامات في غرفة الملابس. هذا العنصر مهم جدًا في برشلونة، لا سيما في ظل أزمات سابقة عاشها النادي مع لاعبين كبار في السنوات الأخيرة.

المهمة ستكون مضاعفة لأن الفريق يضم مجموعة من المواهب الشابة المتعطشة للتألق، ويحتاجون إلى مدرب يصقلهم دون أن يضغطهم نفسياً. فليك، بتجربته مع منتخب ألمانيا تحت 21 ومع بايرن، يمتلك الأدوات اللازمة لذلك.

هل ينجح فليك في إعادة هيبة برشلونة؟

السؤال الكبير الآن: هل ينجح فليك حيث فشل غيره؟ من المبكر الحكم، لكن المؤشرات إيجابية. فليك لا يبحث فقط عن الألقاب، بل عن مشروع طويل الأمد، وهو ما يتوافق مع توجهات إدارة برشلونة الحالية التي تركز على الاستقرار وبناء فريق للمستقبل.

إذا حصل على الدعم الكامل، والحرية التكتيكية، فقد يكون الرجل المناسب لإعادة برشلونة إلى منصات التتويج، خاصة في دوري الأبطال الذي ابتعد عن خزائن “البلوغرانا” منذ 2015.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *