تشيزني… الجدار البولندي الذي لا يُقهر حتى الان

تشيزني… الجدار البولندي الذي لا يُقهر حتى الان
تشيزني... الجدار البولندي الذي لا يُقهر حتى الان

في كرة القدم، هناك من يصنع المجد بتسجيل الأهداف، وهناك من يحرسه بتصديات بطولية تُبقي الشباك نظيفة.
وبين هؤلاء يسطع نجم الحارس البولندي فويتشيخ تشيزني، الذي أثبت نفسه كأحد أفضل حراس المرمى في أوروبا خلال السنوات الأخيرة، خاصة في صفوف نادي برشلونة، حيث أصبح ركيزة لا غنى عنها في خط الدفاع.

بداية حياته :

ولد تشيزني في العاصمة البولندية وارسو عام 1990، في عائلة كروية، فوالده ماشِيِي تشيزني كان أيضًا حارس مرمى محترف.

التحق تشيزني الشاب بأكاديمية ليغيا وارسو، لكنه سرعان ما جذب أنظار كشافي أندية أوروبا، لينتقل في سن مبكرة إلى أكاديمية

أرسنال الإنجليزية.

في إنجلترا، بدأ طريقه نحو النجومية، رغم صغر سنه، أظهر شخصية قوية ومهارات لافتة في حراسة المرمى، لينال فرصته في الفريق الأول.

وخلال عدة مواسم، قدم مستويات جيدة، لكن الأخطاء المتكررة ونقص الخبرة تسببا في فقدانه للمكان الأساسي، خاصة مع التغييرات المستمرة في أرسنال آنذاك.

محطة إيطاليا: البداية الحقيقية

في عام 2015، انتقل تشيزني إلى الدوري الإيطالي معارًا إلى روما، وهناك بدأ رحلة جديدة في مسيرته.

تحت قيادة مدربين أكفاء وفي بيئة تنافسية، تحسن مستواه بشكل ملحوظ، خصوصًا من حيث التركيز والهدوء في اتخاذ القرارات.

لكن النقلة الأهم في مسيرته كانت عام 2017، حين وقع مع يوفنتوس، عملاق الكرة الإيطالية.

دخل الفريق في فترة انتقالية بعد تقاعد الحارس الأسطوري جيانلويجي بوفون، وكان

الجميع يتساءل: هل يستطيع تشيزني سد هذا الفراغ الكبير؟

ثبات وتألق مع السيدة العجوز

الإجابة جاءت سريعًا. تشيزني لم يكتفِ بسد الفراغ، بل أصبح أحد أعمدة الفريق.

في ظل تراجع أداء يوفنتوس على المستوى الهجومي في بعض المواسم، كان تشيزني هو العنصر الأكثر ثباتًا وتأثيرًا.

بفضل ردود فعله السريعة، تمركزه الممتاز، وقراءته المذهلة للهجمات، ساهم بشكل كبير في الحفاظ على شباك يوفنتوس في لحظات

حاسمة، خصوصًا في مباريات الكالتشيو القوية ودوري أبطال أوروبا.

إحصائيًا، كان من بين أكثر الحراس تصديًا للكرات الصعبة، وأظهر براعة واضحة في التصدي لركلات الجزاء، وهي مهارة نادرة لا يملكها الكثير من الحراس.

فخر بولندا وركيزة المنتخب

على مستوى المنتخب، يُعد تشيزني أحد أبرز الأسماء في الجيل الحالي لمنتخب بولندا. شارك في عدة بطولات كبرى، منها يورو 2016 وكأس العالم 2018 و2022.

وفي مونديال قطر 2022، تألق بشكل لافت، خاصة في مباراة بولندا والأرجنتين، حيث تصدى لركلة جزاء من النجم ليونيل ميسي، في واحدة من أكثر اللحظات إثارة بالبطولة.

شخصيته القوية وثقته في النفس جعلاه قائدًا داخل الملعب، ليس فقط بحركاته، بل بتوجيهاته وصراخه المستمر لتنظيم الدفاع. يُعتبر بحق “الدرع الأول” لمنتخب بلاده.

نضج كبير داخل وخارج الملعب

ومع ذلك تشيزني اليوم يختلف كثيرًا عن نسخة أرسنال. أصبح أكثر نضجًا وهدوءًا، ويتعامل مع الضغط بكفاءة عالية.

إضافة إلى ذلك، هو شخصية ذكية ومرحة خارج الملعب، ويشتهر بخفة ظله داخل غرف الملابس.

العديد من زملائه يشيدون به كشخص إيجابي يرفع من الروح المعنوية للفريق، وهو جانب مهم لا يقل عن الأداء داخل الملعب، خصوصًا في نادٍ كبير مثل يوفنتوس.

رغم تقدمه في السن نسبيًا (34 عامًا في 2024)، فإن تشيزني لا يزال في قمة عطائه.

ومع الاستقرار الفني في يوفنتوس، ومشاركاته المستمرة، من المتوقع أن يواصل تألقه لعدة مواسم قادمة.

الجماهير تراه “جدارًا لا يُخترق”، والنقاد يرونه من أكثر الحراس تطورًا في العقد الأخير، وإداريو يوفنتوس يدركون جيدًا أن وجود تشيزني يمنح الفريق ثقة وأمانًا لا يُقدران بثمن.

بالإضافة إلى ذلك فويتشيخ تشيزني ليس مجرد حارس مرمى، بل هو مثال على التحول والنضج الرياضي. من شاب موهوب في إنجلترا

إلى أحد أفضل حراس العالم في إيطاليا، أثبت أن المثابرة والتطور يمكن أن يصنعا من أي لاعب نجمًا حقيقيًا.

في زمن قلّت فيه أسماء الحراس الكبار، يبقى تشيزني جدارًا بولنديًا شامخًا في وجه أقوى المهاجمين.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *